ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم | الفرق بين ( معذبهم ) و ( يعذبهم)
في الاية حالين
وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
سورة الأَنْفال 33
الاول بسياق الحاضر بالخصوص وفترة وجود الرسول مع اتباعه من المؤمنين
وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ= { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ
لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (سورة التوبة 103)={ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ } (سورة التوبة 99) فصلاة الرسول عليهم خلال حياته
سكن لهم اي طمئنينة لهم وقربى الى الله ليدخلهم في رحمته
لترتقي نفوس المؤمنين بصلاة الرسول عليهم الى
حال النفس المطمئنة والتي يخاطبها الله لحظة وفاة المؤمن
بقوله تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } (سورة الفجر 27 - 30) فحق على
الله سبحانه ان لا يعذبهم والرسول فيهم وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
الحال الثاني لبقية الازمنه بالعموم اي كل زمان ومكان وَمَا كَانَ
اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ= { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ
عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (سورة البقرة 37)={ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ
لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (سورة الأَعراف 23)
فتح الله سبحانه لنا باب الاستغفار بتعليم ابونا ادم كلمات تلقاها منه ليتوب
عليه وهذا الحال ايضا لعموم البشر فلا يعذب الله
قوما يستغفرون ربهم وعملوا بما امر الله به لابونا ادم بالاستغفار فحق على الله ان
لا يعذبهم وهم يستغفرون وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
والحمد لله رب العالمين