المعنى الشامل لحقيقة العصا واليد البيضاء بلسان عربي مبين
لو تمعنا في قصة موسى عليه السلام وعرض الايتين العصا واليد البيضاء على فرعون وملئه بدون تفصيل واسع
وباختصار بقوله تعالى
{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } (سورة الشعراء)
{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } (سورة الأَعراف)
نزع يده من جيبه = أخرجها من جيبه وفهم هذا المعنى يؤدي بك الى الربط بالايات الخاصة بها
ومن المعنى نزع = اخراج يقودنا الى ان و(َنَزَعَ) يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ = وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ (تَخْرُجْ )بَيْضَاءَ= اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ (تَخْرُجْ )بَيْضَاءَ
= وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ (تَخْرُجْ )بَيْضَاءَ
الواضح من ان الله سبحانه لا يكرر ما ذكره بخصوص تلك الايتين العصا واليد والبيضاء
لكن اللسان العربي المبين يوضح لنا الكثير من الفهم بخصوص تلك الامور وحال كل سوره
وعلاقتها مع سور اخرى ولكي نبين الصورة الحقيقية لما عرضه موسى عليه السلام على فرعون بخصوص هذين
البرهانين لا بد لنا ان نربط
تلك الايات ببعضها لنفهم حال كل اية وما يريده الله سبحانه من موسى فالايات بخصوص العصا بسيطه وواضحه من القاءها
فتصبح حية او ثعبان اما بخصوص اليد البيضاء ففيها امور تتطلب التفصيل وهي في سورة
النمل القصص طه كالاتي :-
1-[size=24]{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }[/size]
(سورة النمل 12)
2-{ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ
بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }
(سورة القصص 31 - 32)
3-{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ
مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }
(سورة طه 17 - 24)
ناتي الى الاية في سورة النمل
{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }
(سورة النمل 12)
في الاية من سورة النمل عند كلمة وادخل الخطاب موجه لفرعون وقومه هنا سياق الاية
جاءت في عموم الايات التي جاء بها موسى الى فرعون التسع ايات ومن
ضمنها أية ادخال يده في جيبه لتخرج بيضاء
وجاء تحديد عددها بتسع آيات ايضا في سورة الإسراء؛
قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ
إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا
أما اجتماع تفصيل هذه الآيات التسع فجاء في سورة الأعراف؛
قال تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ[1] فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ[2] فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ
وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ[3]وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ[4] لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
وقال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ[5]وَالْجَرَادَ[6]وَالْقُمَّلَ[7]وَالضَّفَادِعَ[8]وَالدَّمَ[9]
آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ
الأعراف(133)
ومن سياق الاية نعرف انها جاءت في العموم فجاءت كلمة ادخل الدالة على العموم بدل كلمة
واسلك لانها ادق وانسب معنى واشمل مع سياق ما جاءت به الاية كما ان ادخل يدك الكلام بين موسى
وربه لتبيان حقيقة اية اليد البيضاء لكي يتعرف عليها موسى عليه السلام
-----
ناتي على حال كلمة اسلك التي جاءت فيها واسلك يدك جيبك فهذا تعليم من الله سبحانه لموسى و ما عليه ان
يفعله امام فرعون وملئه من اتباع نمط معين في تحريك اليد(اسلك) وهي ادق ومناسبه لغويا من كلمة ادخل
حسب سياق شرح الاية بهذا الخصوص وكما بينته سابقا في مواضيعي
وبايتين اي علامتين في الحركه وبقوله اية اخرى
(العلامه الاولى ) اي الحركه الاولى
جاء ذكرها في سورة القصص
2-{ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ
فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }
(سورة القصص 31 - 32)
اسلك اي بوضع اليد في الجيب تخرج بيضاء وضمها ذهاب ضوئها وكلمة من الرهب ما تخيف به فرعون وليس موسى
لان الله سبحانه طمانه بداية حينما قال له اقبل ولا تخف فهذا تثبيت من الله سبحانه له ان لا يخاف
ومن غير المعقول ان يرجع يخاف مرة اخرى ؟؟؟؟؟؟؟ كما جاء في كتب الرواة
اما طريقة ضمها فتوضحها الاية لاحقا والضَّمُّ اي ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء ، وقيل : قَبْضُ الشيء إلى الشيء ، وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ .
-العلامه الثانية (اية اخرى ) الحركه الثانية -
جاء ذكرها في سورة طه وتكمل الحركه ما بعد الضم وما وقفت عليه سورة القصص عند وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ
3-{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ
أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ
تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }
(سورة طه 17 - 24)
اليد من بعد ضمها وذهاب ضوئها باتجاه ابطه كما يضم الطائر
جناحه ومن بعد اخراجها تكون اليد بيضاء ايضا ففي العلامه الاولى بياض اليد
عند خروجها من الجيب وفي العلامه الثانية
بياض اليد يكون بعد ضم يده باتجاه ابطه لتخرج بيضاء فجاءت هاتين الايتين تبين حقيقة الحركه في الحالين المختلفين
معنى يدك في قصة موسى = يد اليمين او اليسار
وتختلف عن معنى يديك = اليمنى واليسرى
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ( اليمنى واليسرى) إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } (سورة المائدة 6)
فضمة اليد الى جناحه اي احد يديه يضعها ويضمها في الجهة المقابله لها تحت ابط اليد الاخرى اي (الجناح)
وضحت لكم الحال وعليه فيمكننا بعد ذلك ان نبين حقيقة المشهد الذي حصل ما بين موسى وفرعون بخصوص
العصا واليد البيضاء ونعطي تفصيل السياق الموجز الذي جاءت به الايه بقوله تعالى
{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } (سورة الشعراء)
وهو كالاتي
المشهد الاول :-
موسى عليه السلام يلقي العصا التي في يده اليمنى امام فرعون فتصبح ثعبان ضخم مخيف جدا
ثم يسلك موسى يده في جيبه فتخرج بيضاء نورانيه ساطعه فترهب فرعون وملئه (من الرهب)
ثم يضم موسى يده تحت جناحه اي ابطه من الجهة الاخرى فيذهب الضوء
المشهد الثاني
يخرج موسى يده من تحت ابطه فيرجع الضوء الى يده مرة اخرى ساطعا
ونهاية المشهد يذهب ضياء اليد بضمها
و يمد موسى يده تلقاء الثعبان لياخذ العصا سوف ترجع الى سيرتها الاولى من ثعبان الى عصا
(خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)
هذه هي حقيقة قصة موسى وعرض البرهانين امام فرعون وملئه (اشراف قومه) وبلسان عربي مبين
فسنة رسول الله اللسان العربي الذي جاء به القران ومن غير مذهب سني او شيعي وكذب وتلفيق على
الله ورسوله من يقول ان السنة هو ما جاء به الرواة والمذهبيه التي عليها التي هي ليست من سنة الرسول والصحابه الكرام
اجعلوا من فهم القران الكريم لغويا حكما على صحة الاحاديث والايات المحكمات والمتشابهات
تبين الكثير من الامور وبما بينته اعلاه بهذا الخصوص
انَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا الْبَاطِلَ وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا
الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَصَالِحَ مَا عَمِلُوا، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ؛
لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا، فَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى الْمَهْلَكَةِ، فَإِنْ حَفِظْتَ قَوْلِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ
إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَإِنْ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَنْ تُعْجِزَهُ
رحم الله ابا بكر رضى الله عنه
{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ
الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
(سورة طه)
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في القران الكريم د فاضل السامرائي
موضوع: المعنى الشامل لحقيقة العصا واليد البيضاء بلسان عربي مبين 
الثلاثاء يناير 15, 2019 1:53 pm