خلق الانسان بين تكريم الله سبحانه وتحقير الرواة
اخوتي الافاضل العلم كلما تقدم أثبت لأهله بأن الجهل في زيادة مستمرة بدرجة تفوق العلم الذي وصلوا إليه,
فكل معلومة نكتسبها تطرح علي العقول العديد من الأسئلة التي
تحتاج إلي بحوث علمية تستغرق سنوات و ربما وصلنا إلي إجابة وربما
لم نصل, فيكون الذي نحصله من العلوم باستمرار أقل
مما هو مطروح من أسئلة تحتاج إلي أجوبة,ومعلوماتنا كقطر في دائرة،
فكلما اتسع القطر يتسع المحيط أضعافاً، ومنها خلق الانسان حين نرى تفسير الرواة بخصوص الماء المهين يقولوا عنه ماء حقير
وهذا اعتبره قمة في الجهل في اللغة والعلم بينما على العكس مع تكريم الله بقوله تعالى
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ
عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } (سورة الإسراء 70)
ولو كان تفسير الرواة صحيح فكيف يقارن الله خلق السموات
مع خلقنا من ماء حقير هل حاشاه وصلت به الدرجه الى
المقارنه مع شىء حقير --- وما قدروه الله حق قدره وخصوصا في مسالة خلق الانسان فالماء
المهين تعريفه لغويا الشىء الذي لا يمكن تمييزه ولا تعرف فيه الذكر والانثى لانها
مرحلة الاساس في بناء خلق الانسان وبعلوم متطوره لان التقنية التي فيها لا يمكن معرفتها الا باجهزة مثل المجهر واجهزة القياس الخاصة بهذه العلوم
حيث ان الله سبحانه ربط خلق السموات مع خلقنا والامر له علاقة بخصوص البرمجيات المتقدمه وبقوله تعالى
{ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة غافر 57)
الاية تبين ببساطة خلق السموات هو اكبر من خلق الناس ولكن ما هي العلاقة الحقيقة؟؟؟؟؟؟
ومن الايات المتشابهات تعرفوا حقيقة هذه الامور وبقوله تعالى
رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا(سورة الرعد) = والسماء رفعها ووضع الميزان(الرحمن)
المشترك بين الايتين= رَفَعَ السَّمَاوَاتِ -- والسماء رفعها
فيكون الحاصل
-- بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا = الميزان = اي الجاذبية
فالجاذبية برمجية عالية الدقه قدرها الله سبحانه وخلق الانسان كذلك برمجية بدرجه ادنى منها وهذا هو سر
المقارنه وسوف نتناول خلق الانسان وكيف نتعامل مع تلك البرمجيات خلال مراحل خلقه وبايات من القران الكريم
خلق ادم = نفس -- جسد -- روح
النفس = ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) اي على نفس ادم وبرمجت بالتقوى والفجور وبقوله تعالى
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } (سورة الشمس )
الجسد = من طين الارض فسواه ونفخ فيه الروح فتحول الجسد من طين الى لحم والروح لها دورمهم في تحويل
جسد الانسان من طين الى لحم وديمومة الجسد خلال فترة حياة الانسان لحين موته منذ
ان خلقها الله سبحانه وتطرق د مصطفى محمود رحمه الله لهذا الامر من خلال الايات القرانية وبقوله تعالى
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }
(سورة الحجر)
{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ
رُوحِي) فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } (سورة ص)
المتامل في تلك الايتين ان ما بين خلق الانسان من طين وسجود
الملائكة له اي اصبح حي بدمه ولحمه وليس طين بعد
ان نفخت الروح فيه ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) يقول الله سبحانه في كتابه فاذا سويته ونفخت فيه
من روحي فقعوا له ساجدين هنا الروح(كاشعه) عالية البرمجه
قامت بوظيفتين الاولى تغيير حالة المادة الطينيه لادم
وتحوبلها الى لحم واعطاء طاقه مستديمه الامر الثاني هو المحافظة على اللحم من التفسخ
والتحلل لذا كانت مفارقة الروح للجسد زوال مؤثرها فيه ورجوع الجسد لاصله تراب
وبين الدكتور فاضل السامرائي لغويا معنى الروح بقوله تعالى { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي } (سورة الحجر 29)
حيث من روحي لا تعني من عنده لان لو كان هذا الامر صحيح لاصبح جزء من خلقنا وهي الروح مثيل لله تعالى
والقران يقول في اياته ليس كمثله شىء ومعنى من روحي اي من امري ولقوله تعالى
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } (سورة الإسراء 85)
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (سورة النحل 40) والروح شىء عالي البرمجه وعلى ما
اوتي رسولنا الخاتم من علم كان قليلا مع العلم حول الروح
ووظائفها التي اشرنا اليها في الايات المذكوره اعلاه
وقوله تعالى { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } (سورة النساء 1)
اي خلق حواء
جسدها= من طين الارض نفخ في الجسد الروح= تحول الجسد الطيني الى لحم = والشي الوحيد الذي اخذته
حواء من ادم عليه السلام هي النفس (وخلقناكم من نفس واحدة)
وليس الضلع كما هو منشور في الاسرائليات وغبائهم في كثير من الامور التي فسرت عن طريقهم
ولا اعرف كيف ياخذ منهم التفسير وجذور لغتهم ادنى من جذور اللغة العربية او ناخذ منهم والله يقول
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }
{ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } (سورة الأَعراف 189) والجعل بعد الخلق اي
صارت زوجه لغرض الانجاب والذرية اما كيفية تكوين الذرية
فاساس البشرية جاء من ماء الرجل وماء المراة قتصبح نطقة وبقوله تعالى
{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } (سورة الإِنْسان 2)
والمَشِيجُ ماء الرجل (الحيمن ) له منظومه مستقله اي غده
يتدفق منها هذا السائل { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى } (سورة القيامة 37)
{ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ } (سورة الطارق 6) مع ماء المرأَة (البويضه )
وماء الرجل(ذكر) فيه 23 زوج من الكروموسومات وماء المراة(انثى) فيها ايضا 23 زوج كروموسومات
1-22 زوج لكل واحد يسمى كرموسومات جسدية
وزوج لكل واحد منهم تسمى كرموسومات جنسية فالرجل كروموسوم xy والمراة كروموسوم xx
والكرموسومات تعريفها هي عبارة عن عصيات صغيرة داخل نواة الخلية
تحمل في داخلها المعلومات (البرمجيات) الوراثية (الجينات) التي تؤثر في خلق الانسان
اما الفرق بين بين كروموسوم الذكر عن الانثى فلا يوجد اي فرق بينهما
22 زوج عند الذكر هي نفسها 22 زوج من الكرموسومات عند الانثى (خلقناكم من نفس واحدة)
فقط الفرق في زوج واحد فقط رقم 23 كروموسوم الجنس فالرجل كروموسوم xy والمراة كروموسوم xx
(وخلق منها زوجها )
والاية التي تبين انتقال برمجية النفس مع الصفات الوراثيه الى الذرية
عند التقاء ماء الرجل حيمن وماء المراة بويضه غير ملقحة لتنتج نطفة ملقحة (الماء المهين ) اي(الجنين )
= 46 زوج من الكروموسومات 23 زوج من الذكر 23 زوج من الانثى في قوله تعالى
{ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ(ذريته) مِنْ سُلَالَةٍ(البرمجية مع العوامل الوراثية) مِنْ مَاءٍ
مَهِينٍ بحيث العوامل الوراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، عن طريق
الكروموسومات التي تحمل الجينات، والموجودة في
الشيفرة الوراثية DNA، ومن أهمّ الصفات التي يتم توارثها: الصفات الجسمية:
والتي تكون ظاهرة على الجسم مثل: لون العيون: يكتسب الإنسان لون عيونه بالوراثة، حيث تنشأ لون العيون
من التقاء صفة لون عيون الأب، مع صفة لون عيون الأم، وقد تظهر عيون الأبناء
بلون مختلف عن لون عيون والديهم، وذلك لأنّ الصفة تكون عند الآباء، ولكنها بصفة متنحية أي غير ظاهرة،
وقد تظهر في الأبناء. فصيلة الدم: حيث إن هناك أربع فصائل للدم ( A, B, AB,OO)،
ولكلّ فرد فصيلة خاصة به تنتقل إليه من والديه عن طريق الوراثة. ثني اللسان: وهي صفة تنتقل إلى
الإنسان عن طريق الوراثة، حيث إن بعض الأشخاص يستطيعون ثني ألسنتهم، وبعضهم الآخر
لا يستطيع ذلك. شحمة الأذن: وهي صفة وراثية، قد تكون فيها الأذن متصلة بالخد، أو منفصلة عنه.
الصفات العقلية: مثل صفات الذكاء. الطبع والسجايا: كحدة الطبع، والجمود، والإحساس.
النمو: تؤثر الوراثة في النمو من حيث مظاهره، وصفاته، بحيث يتوقف معدل النمو على وراثة
خصائص النوع. الصفات المتأثرة بالجنس: تتأثر بعض الصفات بالجنس لكنها لا ترتبط به،
مثل صفة الصلع. الصفات المرتبطة بالجنس: تعتبر الكروموسومات الجنسية هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنس ( ذكر أو أنثى)، حيث إنّ الأنثى
تحمل كروموسومات بالرمزXX، أمّا الذكر فيحمل الرمز XY------ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ
لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } (سورة السجدة 8 - 9)
توضح الاية ادناه هذه الاحوال التي تكمل فيها تسوية الجسد ونفخ الروح بقوله تعالى
{ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ
عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
(سورة المؤمنون 13 - 14) المراحل =ناتج الماء المهين التقاء ماء الرجل مع ماء المراة = نطفه ملقحة قي بيت الرحم (قرار مكين)
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ ---عَلَقَةً = علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة وهي دم .
فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ ---مُضْغَةً = وهي قطعة كالبضعة من اللحم ، لا شكل فيها ولا تخطيط
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ ---عِظَامًا = يعني : شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها وعظم الصلب
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ --- لَحْمًا= وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه من العضلات
ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ = ثم نفخنا فيه الروح فتحرك وصار خلقا آخر ذكر او انثى او تؤام ذا
سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب
فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
يعني الجسد لا يبدأ بناء اجزاءه الا بعد اكتمال انتقال الصفات الوراثي وبرمجياتها التي تحدد
شكل الانسان لتتم بعدها بناءه على ضوء المعطيات التي ذكرناها اعلاه
اخوتي الافاضل كلما تزودنا بالعلم وفهم القران لغويا سوف نطرح جانبا الكثير مما جاء به
الرواة قبل 1000 عام وهم يجهلون كل هذه الحقائق والامور فالخطا ان نحشر عقولنا
مع رواة والواحد منا صار عنده اكثر من شهادة جامعية وبمجالات مختلفه
فلا بد ان نربط القران الكريم بالعلم والمعرفه لنواكب التطور الحاصل في الامم التي سبقتنا
وانني ارى صحوة حقيقية من توجه الامه في فهم القران لغويا
واصبح الارتياد على ما يذكروه من الاحاديث محصور
جدا بفعل تغير نمط نفكير الانسان العربي وادراكه ان الكثير من التفسيرات قد طرحت
على جانب بفعل هذا التطور الذي نشهده ليصبح خيارنا الجديد للتغيير والنهوض بالامة من جديد
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في خلق الانسان للدكتور فاضل صالح السامرائي
الروح د مصطفى محمود